و قال المحلل في شؤون الشرق الاوسط حسن هاني زاده ردا علي سوال لوكاله مهر للانباء حول اسباب و خفايا و اصرار الدول العربيه و لاسيما مصر لارسال قوات عربيه الي قطاع غزه :ان استقرار القوات العربيه في قطاع غزه هي من اخطر الخطوات التي من الممكن ان تتخذ و تهدد مستقبل الشعب الفلسطيني.
و اشار بان هذا الاقتراح طرحه رئيس جهاز الاستخبارات المصري عمر سليمان عندما كان يقوم بدور الوساطه بين حماس و الكيان الصهيوني و لكن عارضته الحركات الاسلاميه في المقاومه الفلسطينيه لانها تعتقد ان هذه القوات في حال وصولها الي غزه سوف تتحول الي قوات شرطه لحمايه الكيان الصهيوني وحفظ امن المستوطنات الصهيونيه و القضاء علي المجاهدين الفلسطينيين.
و اضاف المحلل الايراني ان السبب الاخر لمعارضه الفلسطينيين لاستقرارقوات عربيه في قطاع غزه هو ان هذه القوات يمكنها ان تقوم في المستقبل بضرب المناضلين في غزه و تقديم الدعم الي فصائل معينه علي حساب فصائل اخري مما سوف هذا الامر يعتبر تدخلا سافرا في شوون الشعب الفلسطيني الداخليه ويفتت ما تبقي من الوحده الفلسطينيه .
و اشار هاني زاده الي اصرار مصر لتشكيل مثل هذه القوات قائلا ان هذه المحاوله تاتي في اطار اصرار الحكومه المصريه الي تقديم الدعم السياسي واللو جستي للسلطه الفلسطينيه وتعزيزموقع محمود عباس الذي لم يعد لديه اي شي ء ليقدمه الي الشعب الفلسطيني بعد فشل المفاوضات مع الكيان الصهيوني فلذا من الموكد ان استقرار هذه القوات لن ولم يساعد علي تحرير الاراضي المحتله بل يعقد الامور اكثر من ذيقبل.
و حول اسباب عدم تشكيل قوات عربيه لتحرير الاراضي العربيه المحتله بدلا من ارسال قوات عربيه الي غزه قال المدير السابق لمكتب وكاله انباء الجمهوريه الاسلاميه " ايرنا" في سوريا ان الدول العربيه لو كانت صادقه في مساعده الشعب الفلسطيني عليها ان تستخدم نفوذها وامكانياتها الاقتصاديه و السياسيه لارغام الكيان الصهيوني علي الانسحاب من الاراضي المحتله عام 1967 .
و شددهاني زاده علي ان استقرار القوات العربيه في غزه سيشكل مظله شرعيه لحمايه المستوطنات الصهيونيه ويحرر القوات الصهيونيه المرابطه في غزه والمنهمكه في ضرب المقاومه الفلسطينيه ويدفعها الي التوجه نحو جنوب لبنان لشن هجوم علي المقاومه الاسلاميه في لبنان.
و اضاف انه بالتاكيد ليس من واجب مصر ان تساعد علي تشكيل قوات عربيه لحفظ السلام في غزه بل يتحتم عليها ان تقوم بفتح معابررفح علي سكان غزه حتي يستطيعوا فك الحصار الجائر المفروض علي سكان غزه
بدوره قال اسامه حمدان ممثل حركه المقاومه الاسلاميه الفلسطينيه(حماس) في لبنان حول اقتراح مصر لارسال القوات العربيه الي قطاع غزه ان هذا الاقتراح لم يواجه تجاوبا عربيا و ترفضه حماس رفضا باتا لان هذا الاقتراح يعتبر في مصلحه الكيان الصهيوني و شرعنه هذا الكيان و يشدد الخلافات بين الفلسطينين.
و اضاف نحن نرحب بتشكيل قوات عربيه لتحرير الاراضي المحتله و لكن نعارض بشده ارسال قوات عربيه الي قطاع غزه.
و اعتبر حمدان فشل المفاوضات بين ابومازن و اولمرت بانه يدل علي احقيه المقاومه و اراده الشعب الفلسطيني لاعاده حقوقه المغتصبه و ان مفاوضات السلام غيرمجديه .
كما اعرب المحلل السياسي اللبناني طلال العتريسي في حديث لوكاله مهرللانباء حول اسباب و خفايا و اصرار الدول العربيه لارسال قوات عربيه الي قطاع غزه عن اعتقاده بان هذه الفكره هدفها نزع الشرعيه من حركه حماس التي تسيطر علي غزه و تحويل الخلاف بين حماس و السلطه الي الدول العربيه لكي تكون هي قوه الفصل بين الطرفين و هي المسئوله حتي عن الامن في غزه و لهذا السبب حماس ترفض هذه الفكره و تعتقد ان المرجعيه في غزه هي الحركه نفسها و ليست اي قوه عربيه هذا يفسر لماذا تتحمس الدول العربيه بفكره ارسال قوات فصل الي غزه .
و حول تداعيات هذا الاقتراح قال العتريسي ان حماس تشكل الان عقبه و مشكله امام السلطه الفلسطينيه و امام عمليه الاستسلام اذ ان السلطه منقسمه الان بين الضفه الغربيه و قطاع غزه .
السلطه الفلسطينيه ضعيفه لا تستطيع ان تحكم كل الاراضي الفلسطينيه ،الهدف هو اعاده الاعتبار الي سلطه ابومازن و اضعاف حماس و التخلص منها لان الدول العربيه تؤيد السلطه الفلسطينيه و لاتؤيد حركه حماس .
و حول اسباب عدم تشكيل جيش عربي لتحرير الاراضي الفلسطينيه و العربيه المحتله قال المحلل السياسي اللبناني ان هذا السؤال لم يعد مطروحا بالنسبه الي الدول العربيه.
فموضوع ارسال جيوش عربيه لتحرير الاراضي الفلسطينيه لم يعد في جدول اعمال الدول العربيه؛ لقد تجاوزالعرب هذه الفكره منذ سنوات طويله و اصبحت استراتيجيتهم الوحيده لاسترجاع الارض، هي استراتيجيه التفاوض المباشر مع اسرائيل او الاعتماد علي الولايات المتحده او الامتثال للقرارات الدوليه لكي تطبق و لكن اعداد الجيوش و الاستعداد للحرب لم يعد في حقيقه الامر علي جدول اعمال هذه الدول.
و حول دور الكيان الصهيوني في هذا الاقتراح قال العتريسي طبعا الصهاينه ربما ليس لديهم مانع ،اولا لان هذا الامر يجعل الدول العربيه علي تماس مع اسرائيل و تضطر الي اللقاءات مع الاسرائيليين و القيام بتنظيم العمل الامني و هذا ما يؤكد التطبيع بين العرب واسرائيل و في نفس الوقت اسرائيل تقبل بمثل هذه القوات ،لانها ايضا تريد ان تتخلص من حركه حماس و تبعد حركه حماس عن الساحه النضاليه وبهذا السبب الكيان الصهيوني لم يعترض علي فكره ارسال قوات عربيه الي قطاع غزه.
بدوره قال ابوشريف ممثل حركه الجهاد الاسلامي في ايران في حديث لوكاله مهر للانباء اننا نرفض رفضا قاطعا ان يكون هناك قوات عربيه داخل فلسطين .
طبعا لاسباب كثيره نحن لسنا في دوله و انما في حاله مقاومه مع احتلال،فان وجود قوات عربيه معناها اصطدام مع هذه القوات بدلا من مقارعه الاحتلال و نحن لايمكن ان نقبل بهذا الشكل من اشكال الصراع حيث يكون الصراع عربيا او صراع فلسطيني عربي او فلسطيني فلسطيني ،بينما الاصل ان تكون المواجهه ، مع الكيان الصهيوني.
و اضاف كذلك كما نعرف ان هناك مخططات كثيره تلوح في الافق منها ضم قطاع غزه الي مصر و ضم الضفه الي الاردن بعد ان تاخذ اسرائيل ما تريده من هذه الامور و نحن نرفض هذا الخيار رفضا قاطعا ليس من باب معارضه الوحده؛ نحن نؤمن بالوحده العربيه و الاسلاميه لكن من باب ان هذا المخطط ياتي من اجل اضاعه حق الشعب الفلسطيني الذي نعتره كتله واحده .
اسرائيل مغتصبه لهذا الحق العربي و الاسلامي و بالتالي يجب ان تعود كامله و ليست مشتته جزء الي مصر و جزء الي الاردن و بالتالي تكون المشكله كانها تكون مع الدول العربيه و ليست مع الكيان الغاصب .
و حول مدي احتمال وجود ضغوطات اسرائيليه علي مصر لتنفيذ هذا المشروع قال ابوشريف ، مما لا شك فيه ان هنالك ضغوطات اسرائيليه و امريكيه بهذا الاتجاه لانهما لا يريدان ان تكون حماس هي الحاكم في قطاع غزه هذه هي المشكله فوجود قوات عربيه بمعني اخر سحب السلطه من يد حماس و بالتالي من وجهه نظرهما ان وجود مجموعه من الضباط المصريين في غزه يمهد الطريق لنقل الامن في غزه الي قوات الامن الفلسطيني برئاسه محمود عباس فلذلك هو نوع من سحب السلطه من يد حماس الامر الذي نرفضه جمله وتفصيلا .
و ردا علي هذا السؤال حول ما اذا كان ارسال هذه القوات الي غزه تؤدي الي نشوب صراع داخلي فلسطيني اكد ابوشريف ليس بالضروره ان يؤدي الي ذلك ،لان اسرائيل و امريكا و حتي الدول العربيه لا تريد ان تكون حماس هي المسيطره علي قطاع غزه و قواتها هي التي تدير الامور في قطاع غزه.
و حول موقف حركه الجهاد الاسلامي من هذا الاقتراح قال ابوشريف بالتاكيد نحن نرفض وجود قوات عربيه في داخل فلسطين المحتله لانريد الصراع مع الدول العربيه ،صراعنا مع الكيان الصهيوني نحن بامكاننا اذا رصصنا صفوفنا ان ندير اوضاعنا الداخليه الامنيه و القانونيه لكن الصراع لا يمكن ان يتجه نحوالدول العربيه سواء مع مصر و قواتها او مع الاردن و جنودها ،صراعنا مع الاحتلال الصهيوني و يجب ان يظل كذلك و هذه خدعه ان يكون الاردن هو المسؤول عن الضفه و مصر هي المسؤوله عن القطاع. / انتهي /
اجري الحوار : رضا مهري
تعليقك